سورة الجن - تفسير تفسير الرازي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الجن)


        


{وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11)}
أي منا الصالحون المتقون أي ومنا قوم دون ذلك فحذف الموصوف كقوله: {وَمَا مِنَّا إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ} [الصافات: 164] ثم المراد بالذين هم دون الصالحين من؟ فيه قولان: الأول: أنهم المقتصدون الذين يكونون في الصلاح غير كاملين والثاني: أن المراد من لا يكون كاملاً في الصلاح، فيدخل فيه المقتصدون والكافرون، والقدة من قدد، كالقطعة من قطع. ووصفت الطرائق بالقدد لدلالتها على معنى التقطع والتفرق، وفي تفسير الآية وجوه:
أحدها: المراد كنا ذوي طرائق قدداً أي ذوي مذاهب مختلفة.
قال السدي: الجن أمثالكم، فيهم مرجئة وقدرية وروافض وخوارج.
وثانيها: كنا في اختلاف أحوالنا مثل الطرائق المختلفة.
وثالثها: كانت طرائقنا طرائق قدداً على حذف المضاف الذي هو الطرائق، وإقامة الضمير المضاف إليه مقامه.
النوع الحادي عشر: قوله تعالى:


{وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12)}
الظن بمعنى اليقين، و{فِى الأرض} و{هَرَباً} فيه وجهان الأول: أنهما حالان، أي لن نعجزه كائنين في الأرض أينما كنا فيها، ولن نعجزه هاربين منها إلى السماء والثاني: لن نعجزه في الأرض إن أراد بنا أمراً، ولن نعجزه هرباً إن طلبنا.
النوع الثاني عشر: قوله تعالى:


{وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13)}
{لَمَّا سَمِعْنَا الهدى} أي القرآن، قال تعالى: {هُدًى لّلْمُتَّقِينَ} [البقرة: 2] {آمنا بِهِ} أي آمنا بالقرآن {فَلاَ يَخَافُ} فهو لا يخاف أي فهو غير خائف، وعلى هذا يكون الكلام في تقدير جملة من المبتدأ والخبر، أدخل الفاء عليها لتصير جزاء للشرط الذي تقدمها، ولولا ذاك لقيل: لا يخف، فإن قيل: أي فائدة في رفع الفعل، وتقدير مبتدأ قبله حتى يقع خبراً له ووجوب إدخال الفاء، وكان ذلك كله مستغنى عنه بأن يقال: لا يخف قلنا: الفائدة فيه أنه إذا فعل ذلك، فكأنه قيل: فهو لا يخاف، فكان دالاً على تحقيق أن المؤمن ناج لا محالة، وأنه هو المختص لذلك دون غيره، لأن قوله: فهو لا يخاف معناه أن غيره يكون خائفاً، وقرأ الأعمش: {فلا يخف}، وقوله تعالى: {بَخْساً وَلاَ رَهَقاً} البخس النقص، والرهق الظلم، ثم فيه وجهان الأول: لا يخاف جزاء بخس ولا رهق، لأنه لم يبخس أحداً حقاً، ولا (رهق) ظلم أحداً، فلا يخاف جزاءهما الثاني: لا يخاف أن يبخس، بل يقطع بأنه يجزي الجزاء الأوفى، ولا يخاف أن ترهقه ذلة من قوله: {تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ} [القلم: 43].
النوع الثالث عشر: قوله تعالى:

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8